كتبت / سمر فرج
.. وقال خلال لقاء عقده مع كريستالينا غيورغيفا نائب رئيس المفوضية الأوروبية الثلاثاء 8 سبتمبر/ايلول إن” معالجة البيروقراطية والأمور الشكلية لن تساعد في حل قضية اللاجئين، لأن جذور هذه القضية سياسية”.
وأضاف “من متطلبات تحقيق العدالة أن تتحمل الدول التي أشعلت فتيل النزاعات، أكبر قدر من المسؤولية، فيما يخص تقديم المساعدات الإنسانية”.
وأكد الوزير الروسي أن الإحصائيات المتوفرة تؤكد أن أغلبية الأشخاص المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية الدولية، ضحايا لمختلف النزاعات المسلحة التي تشتعل بالعالم. محذرا من التهرب من ضرورة تحليل الأسباب وراء ازدياد عدد اللاجئين والمحتاجين على النطاق العالمي.
وأضاف أن الفجوة بين عدد المحتاجين والمبالغ المالية التي تُخصص لتقديم المساعدات الإنسانية، في ازدياد مستمر، لكنه اعتبر ن الاعتماد حصريا على منطق الحسابات المالية غير كفيل بحل الأزمة، منتقدا في هذا الخصوص مبادرات متعلقة بإلزام الحكومات بتقديم المبالغ الضرورية لتمويل العمليات الإنسانية على أساس حصص يتم تحديدها تلقائيا.
وشدد الوزير قائلا: “إن مثل هذه المعالجة التلقائية لن تنجح، وذلك ما نراه اليوم على مثال الاتحاد الأوروبي الذي يحاول حل قضية اللاجئين على أساس معالجة مماثلة”.
يذكر أن غيورغييفا وصلت موسكو برفقة السلطان نازرين معز الدين سلطان ولاية بيراك الماليزية، بزيارة عمل، بصفتهما الرئيسين المناوبين للجنة رفيعة المستوى المعنية بتمويل العمليات الإنسانية، والتي تعمل برعاية الأمم المتحدة.
ويعقد المسؤولان في موسكو لقاءات عديدة في وزارات الخارجية والمالية والطوارئ.
وفي الوقت الراهن تدرس اللجنة بتفويض من أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، سبل تقليص الفجوة بين الاحتياجات الإنسانية بالعالم والمبالغ المالية التي تخصص لتلبية تلك الاحتياجات. ومن المقرر أن تقدم اللجنة نتائج عملها خلال القمة الإنسانية العالمية المزمع عقدها في اسطنبول في مايو/أيار عام 2016.
وفي هذا السياق، كشفت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن السلطات الأوروبية طلبت من روسيا مرارا تقديم المساعدة في حل قضية اللاجئين المتدفقين من دول الشرق الأوسط إلى أوروبا.
وأوضحت في تصريحات صحفية أن الجانب الروسي يتلقى طلبات بهذا الشأن منذ نحو 6 أشهر، بما في ذلك التماسات قدمتها الممثلة الأوروبية العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني. وذكرت أن موسكو تؤكد دائما على استعدادها التام لدعم عملية وضع آليات قانونية دولية لحل قضية الهجرة، لكنها شددت على أن الجانب الروسي يريد أن يدرك أولا كيف سيتم تشغيل هذه الآليات.
ووصفت زاخاروف أزمة اللاجئين الراهنة بأنها “خروج السكان من الشرق الأوسط”، وربطتها بـ “انعدام أي تخطيط جيوسياسي على النطاق العالمي”. وأردفت: “إنه أزمة تحمل أبعادا دولية وليس مرحلة من مراحل تاريخ أوروبا أو الشرق الأوسط”.
وفي هذا السياق استغربت الدبلوماسية الروسية من توجه السلطات الأوروبية لإطلاق على قضية اللاجئين عبارة “تدفق المهاجرين غير الشرعيين”. وأوضحت: “هناك جهود منسقة تُبذل من أجل تكوين انطباع بأن الحديث يدور عن ناس قرروا مغادرة بلدانهم طوعيا، لكي يبحثوا في الخارج عن حياة أفضل. لكن هؤلاء ليسوا مهاجرين بل هم لاجئون. ويصلون (الاتحاد الأوروبي) ليس بغية البحث عن حياة أفضل، بل هربا من الحرب التي عمت دولهم. إنهم لا يبحثون عن دول أفضل، بل يأتون لأنه لم يعد هناك دولة خاصة بهم. ونحن نعرف جميعا لماذا تم تدمير الدول التي يأتي منها هؤلاء الناس”.
وشددت: “لا يمكننا أن نكتف بالحملات الدعائية، بل يجب العمل على حل القضايا الأصيلة (وراء أزمة اللاجئين)”.